الفنان .. شعبان القبلاوى .

الفنان شعبان القبلاوي يعتبر من عمالقة المسرح والتمثيل الدرامي ليس على الصعيد المحلي فقط بل على الصعيد العربي، منذالخمسينات وله أعمال مسرحية وتلفزيونية وإذاعية كثيرة.

سيرة الراحل ....

في عام 1928 ولد الفنان شعبان القبلاوي حيث بدأ سيرته الإبداعية في مستهل شبابه وهوابن الثامنة عشر وبعد تحصله على الشهادة الثانوية التيكانت تسمى الكفاءة الثانوية – وكان من أوائل الطلبة المتحصلين على هذه الشهادة وحملت رقم (1) اصطدم برفض والده السماح له بالسفر إلى القاهرة لإتمام تعليمه هناك مع بقية زملائه لأنه كان يريده أن يصبح تاجراً مثله علاوة على أنه لم يكن ليسمح لابنه الوحيد بالابتعاد عنه وفى المقابل اضطر الوالد أمام إلحاح زملاء الابن في الدراسة إلى السماح له بالدخول مجال التمثيل الذي سبق له وتمشيا مع نظرة المجتمع وقتذاك أن رفضه بشدة.
وفى عام1948 م يصبح القبلاوى زوجاً حيث وجد في الأسرة استقرارا و سندا له في مواصلة مشواره الفني وفى المقابل كان يعبر عن مدى حبه لزوجته وأبنائه وأسرته….التي لقيت منه العناية والاهتمام الكبيرين جنباً الى جنب مع ما أعطاه لفنه من احترام والتزام تميز وعرف بهما بين زملائه فاكتسب حبهم وتقديرهم وفي الوقت الذي كان يكبر فيه أبناؤه وإلى أن أصبحوا أساتذة في الجامعة كان عطاؤه وخبرته الفنية في اطراد ونمو كبيرين
استطاع أن يوفق بين مشوار حياته الخاصة كزوج وأب ومشواره الفني كممثل أصبح معروفا بقدراته و إمكانياته الكبيرة وبالتالي كان مطلوباً لأداء العديدمن الأدوار ذات التكوين والأبعاد المختلفة .

أعماله ...

بدأ رحلته مع المسرح سنة 1946 من خلال النشاط المدرسي فى أول مدرسة ثانوية تم افتتاحها بمدينة طرابلس بعد الحرب العالمية الثانية، وشارك فى أول مسرحية حملت عنوان (الأمين والمأمون) تأليف وإخراج محمد بن مسعود، وتمثل نقطة البداية والانطلاق إلى عالم المسرح.
وفى نادي الاتحاد يشارك في مسرحية ( طارق بن زياد )– إعداد وإخراج المرحوم : سعيد السراج وفى عام 1948وبعد مسرحيته (الأمين والمأمون) يشارك في مسرحيه (حذق الطبيب )من تأليف وإخراج مصطفى الأمير
ونلاحظ في أعمال تلك الفترة أن مؤلف النص كان يتولى إخراجه وفى الغالب بنفسه متشابها في هذا ببدايات المسرح الأولى .
وفى أوائل الخمسينات تبدأ علاقته بالإذاعة المسموعة مع مسلسل (عنترة بن شداد ) في حين كانت (يوميات عائلية ) آخرها ولا يزال يحمل شوقا كبيرا للعمل بالمسموعة نظراً لما توفره من إمكانيات كبيرة .
.الأستاذيوسف وهبي أ ثناء زيارته وفرقته المسرحية لطرابلس حوالي عام1950 م يطلبه ليشاركه في مسرحيته الشهيرة (أولاد الفقراء)– ويسند له دور عضو المحكمة وقبل هذا وفى عام1949 م حيث أشاد الكبير " يوسف وهبي " بموهبته وحسن أدائه، ولحبه للمسرح التحق الفنان الراحل بعدد من الفرق الأهلية، كانت البداية مع فرقتي نادى الاتحاد الرياضي والإخاء المسرحي وأخيرا اختار الفرقة القومية للتمثيل كمحطة نهائية فى تنقله بين الفرق المسرحية وأستقر بها الى آخر أيام حياته، وبحكم وظيفته بقطاع الإعلام فى تلك الفترة عين الفنان الراحل مدير لفرقة المسرح القومى الوطنى ماليا بعد ان قام بتأسيسها مع نخبة من المسرحيين كما تم اختياره ضمن اللجنة الفنية التى تم تشكيلها فى ذلك الوقت من أجل تأسيس فرقة المسرح القومى ومن مختلف المدن الليبية، كان الراحل أول من حقق مشاركة مسرحية ليبية ناجحة فى المهرجانات العربية للفنون المسرحية فكانت البداية من خلال مهرجان قرطاج حيث شارك المسرح الوطنى بطرابلس بالعرض المسرحى (حسناء قورينا) الذى ابهر عشاق المسرح بالمغرب العربي لما تميز به العرض فى تقديم الإبداع المسرحى الليبي.
وقد حفلت رحلته مع المسرح بالعديد من الأعمال المسرحية كانت أبرزها (جناب المفتش ), (ما يصح الا الصحيح)، (الزير سالم)،( شكسبير فى ليبيا).
أما آخر أعماله المسرحية فحملت عنوان (حسان) للمخرج خالد خشيم، ولتاريخه الفنى الحافل بالأعمال الفنية وقدرته الإبداعية فى تقمص الشخصيات اختاره الكثير من المخرجين العرب والليبيين وساهم معهم فى تقديم وظهور عدد من الأعمال الفنية التلفزيونية والتى من خلالها عرفه الجمهور العربي أكثر المتتبع للأعمال التلفزيونية العربية المشتركة كانت أبرزها مسلسلات (المفسدون فى الأرض)،( فرسان الله )، (بشير السماء)، (وجه مرآة التاريخ)، (من أجل شقة )وأخيراً (العمارة).
وعن المسرح كان الفنان الراحل يقول بأنه أنواع وخير المسارح ما كان مدرسة للناس.
لقد أكتسب من خلال تجاربه فى الأعمال الفنية العربية خبرة كبيرة عرف من خلالها الكثير والكثير فى مجال الفنون والإبداع، ورغم ابتعاده عن المسرح فى الفترة الأخيرة الا انه كان يحن إليه كثيرا من خلال تواجده المستمر فى العروض المسرحية والمهرجانات الموسمية المحلية..
وفى المرئية كانت (محكمة الضمير) أول أعماله بينما كان آخرها (العمارة) وهى من تأليف عبد الرحمن حقيق وإخراج محمد مختار ..
ومن أعماله ايضاً (الحل المرفوض ) من تأليف عبد الحفيظ بوسبولة وإخراج فخرالدين صلاح … ويتواصل مشواره الفني بكل ثقة واقتدار .
ومما قدمه على خشبة المسرح … جناب المفتش في عام 1954 لغوغول وهي من تأليف وإخراج سعيد السراج وشارك مصطفى الأمير في الإخراج ….
( حسناء قورينا ) إخراج ( خالد خشيم ). ( وطني عكا ) ( الزير سالم ) إخراج الأمين ناصف (حسان) وهى آخر أعماله المسرحية تعريب الدكتور على فهمي اخشيم وإخراج خالد اخشيم .
شارك شعبان القبلاوي في عدد من الأعمال السينمائية منذ الخمسينيات من القرن الماضي التي صورت في ليبيا كان آخرها دوره المتميز في شريط ( الرسالة ) إخراج الراحل ” مصطفى العقّاد ” .
شارك مسيرة الفنان ” القبلاوي ” الفنية الفنان محمد شرف الدين – عبد الهادي المزداوى – مصطفى الأمير – محمد حقيق … وآخرون .
ومن خلال مشاركته في عدد من الأعمال العربية الكبيرة منها المفسدون في الأرض وفرسان الله ومن أجل شقة وغيرها .
يعجب به الفنان العربي عبد الله غيث الذي شاركه مسلسل (بطل من يثرب ) فيمازحه قائلاً : –
لقد سحبت البساط من تحت قدمي يا أستاذ شعبان أما كاتب العمل ومنتجه أحمد رائف فيعبر له عن إعجابه الشديد بخلقه وفنه و حسن معاملته والتزامه .
توفى الفنان "شعبان القبلاوي" فى 2009/11/29 عن عمر ناهز الـ 81 عاما.
رحم الله الفنان القدير شعبان القبلاوى وعوض الله الحركة الفنية المحلية والعربية بكل خير.

مجهود غير عادى وليس بالغريب على الاخت / الزهرة الليبية ان تعريف بفنانين بلادي وبتاريخهم الفني والابداعى شى اساسى فى هذا المنتذى ورسالتنا ان نكون حلقة الوصل فى التعريف والبحث والتدقيق فى التعرف بهم ان الفنان المرحوم شعبان القبلاوي كثرين لايعرفون كل هذه التفاصيل حتى من الوسط الفنى نفسه
ان قائمة الفنانين المنسيين طويلة وطويلة جدا ودورنا هو التعريف بهم . مجهود طيب منكى وهذا قليل فى حق فناني بلادي الحقيقين . استمري فى مثل هذه التعريفات ومزيدا من التألق والابداع ولكى كل التقدير والاحترام أختي العزيزة وربى يوفقك .[b][justify]