الفرقة الوطنية للفنون الشعبية نموذجاً

من خلال هذا الواقع الساكن على ما هو عليه المرير على ما هو فيه و تصديقاً على ما تقدم من كلام أرتئيت أن أعرض نموذجاً لأحدى الفرق الشعبية الليبية ألا و هي الفرقة الوطنية للفنون الشعبية هذه الفرقة التي كانت وجه ليبيا المشرف في المحافل الدولية و لكن قبل الخوض في حال هذه الفرقة المؤسف و الذي و كما يقال 'لا يسر عدو ولا صديق' دعونا نسرد و لو القليل من أمجاد 'الفرقة الوطنية للفنون الشعبية' على ما تيسر لنا من معلومات

تأسست الفرقة الوطنية للفنون الشعبية بقرار وزاري في مطالع الستينات تحديدا في العام 1963ف أخدت على عاتقها جمع العديد من الرقصات الثراتية الفلكلورية من مختلف مدن الجماهيرية العظمى لضرورة إبرازها و إحيائها و تقديمها لترسيخها و برهنة على ما تتمتع به من جمالية عالية أثرت بها خصوصيتنا الثقافية حيث قامت بجمع أكثر من 40 رقصة فنية تعبيرية تمثل مختلف مناطق الجماهيرية العظمى حيث كان من مؤسسيها و أشرف على إدارتها خيرة من الفنانين الليبيين نذكر منهم الفنان'عبد الحميد المجراب' و الفنان 'البخاري سالم حودة' و الفنان 'الحاج محمد حقيق' و الفنان 'مختار الأسود' و الفنان' منير تاج الدين منير' و غيرهم من الذين تولوا مهام إدارتها و إظهارها على أحسن وجه

فلم يكن نطاق هذه الفرقة داخل القطر الليبي فقط لسبب بسيط ذكرناه و هو أنها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التي تمثل ليبيا في مختلف المحافل الدولية بل زارت العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم لا تقل عن 45 دولة أهمها الولايات المتحدة الأمريكية و الصين و ماليزيا و تركيا و بريطانيا و البرتغال و سويسرا و أسبانيا و هولندا و رومانيا و روسيا و يوغسلافيا و بلغاريا و فبرص و اليونان و مورشيوس و النيجر و أفريقيا الوسطى و نيجريا و الكونغو و بنين و مصر و تونس و الجزائر و الكويت و المغرب و اليمن و السعودية و أخرها كوريا

و ليس فقط هذا بل و حصدت العديد من الجوائز مبرهنة للعالم أن الفلكلور الليبي يضاهي ليس التعبير الفلكلوري لدول أخرى منافسة فقط بل منافساً لأرقى لغات التعبير الحركي الفني في شتى بقاع العالم حيث حصدت هذه الفرقة الترتيب الأول و الميدالية الذهبية بمهرجان 'شتوتن' ببلجيكا عام 1974ف و الترتيب الأول في مهرجان 'بورصا' بتركيا 1977ف و حازت على الترتيب الثاني و الميدالية الفضية في المهرجان الإفريقي الأول بالجزائر سنة 1968ف و مهرجان قرطاج بتونس الذي تحصلت فيه على جائزة أحسن راقص و تراتيب متفاوتة على مدى أعوام 1965ف و 1967ف و 1969ف و 1971ف و 1975ف و 1985ف ليس ذلك و حسب فلا نتجاهل التراتيب التي حازت عليها الفرقة في كل من مهرجان أنطاكيا بتركيا 1977ف و مهرجان الكرنفال بمالطا 1977ف و مهرجان شجرة اللوز بإيطاليا و ناهيك عن ذلك كله إن ذكرنا إن هذه الفرقة تحصلت على كأس حاكم المدينة بمهرجان 'أقرجينتوا ' بإيطاليا في 1975ف و كانت سباقة في مهرجانات مهمة مثل مهرجان بابل في العراق 1988ف و مهرجان الشباب و السلام بالمغرب 1992ف و مهرجان الإسماعلية بمصر 1995ف و مهرجان بنين الدولي 1981ف هذا غير حضورها العديد من الأسابيع الثقافية الليبية في العالم في الوقت الذي كان الكثيرون يجهلون أين تقع ليبيا في العالم فكانت هذه الفرقة تعريفا للدولة الليبية في بقاع شتى للعالم إضافة على ذلك كون مبنى الفرقة الوطنية مزاراً لسفراء و الوزراء الضيوف و قبلة للباحثين و الكتاب و محتضناً و مدرسة لأعضائها الذين أعطوها من أعمارهم ما يليق بها كفرقة عريقة و كوجه للجماهيرية العظمى في الفعاليات الثقافية و الفنية مما نراه جلياً و واضحاً في الجوائز التي حازت عليها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية...